الاستعاذة

أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

البسملة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ

التحية والسلام

أُحيِّيكم جميعا بتحية الإسلام تحيةً من عند الله تعالى مباركةً طيِّبةً: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ

الترحيب

أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبًا بِكُمْ جَمِيْعًا فِيْ هٰذِهِ الصَّفْحَةِ الْمَقْصُوْدَةِ مِنْهَا الدَّعْوَةُ إِلَى سَبِيْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. هَدَانِيَ اللهُ تَعَالَى وَإِيَّاكُمْ جَمِيْعًا لِدِيْنِهِ الْقَوِيْمِ، وَصِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ، وَنُوْرِهِ الْمُبِيْنِ. وَجَعَلنَا مِنَ الْهُدَاةِ الْمُهْتَدِيْنَ الرَّاضِيْنَ الْمَرْضِيِّيْنَ فِيْ الدَّارَيْنِ. آمِيْنَ، يَا حَيُّ، يَا قَيُّوْمُ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

إخلاص النية لله عز وجل

ما نيتك الحقيقية، يا أخي الحبيب؟
قبل كل شيء، أحب أن أذكِّر نفسي وإياك - يا أخي الكريم - بأن نخلص نياتنا ومقاصدنا في كل شيء من عمل أو قول أو حال أو غيرهن. وقبل أن تواصل التجوُّل والتنزُّه والاستفادةَ من هذا الموقع – إن شاء الله تعالى – عليك أن تسأل نفسك وتحاسبها بكل صدق: ما نيتي وما قصدي في استخدام الإنترنيت؟ ماذا أريد من خلالي تجولي ونظري في هذا الموقع؟ هل ذلك لله عز وجل أو لغيره من المقاصد الدنيئة وغير المرضية عند ربي المطلع على سرائر قلبي وخفايا نفسي؟
فتنبيها لنفسي ولكل واحد من عباد الله وإمائه تعالى أن هذا الموقع لا يقصد منه السب والشتم والجدال بالباطل والمماراة وكشف عورات الناس وعيوبهم واغتيابهم وغير ذلك من الأغراض المحرمة والضارة.
وإنما الغرض والقصد من هذا الموقع هو بيان الحق ونصرته، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ابتغاء وجه الله تعالى وحده لا شريك له، وطلبا للأجر والمثوبة عنده سبحانه، مِصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (سورة فصِّلت 41: 33: 480)، ولقول رسولنا المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ.»
هذا الحديث رواه البزَّار عن سيدنا ابن مسعود؛ والطبراني في الكبير عن سيدنا سهل بن سعد وسيدنا ابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين. وصححه الإمام السيوطي رحمه الله تعالى. انظر: الجامع الصغير، للإمام السيوطي، الحديث برقم 4246. والله أعلم.
ولمعرفة أهمية الإخلاص لله تعالى في كل شيء، فانظر معي - يا أخي العزيز - إلى الحديث الصحيح المشهور المروي عَنْ سَيِّدِنَا أَبِيْ حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ. وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى. فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ. وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.»
هٰذَا الْحَدِيْثُ رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُوْ دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَحْمَدُ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى أَجْمَعِيْنَ بِأَلْفَاظٍ مُتَقَارِبَةٍ، بَعْضُهَا أَطْوَلُ مِنْ بَعْضٍ. وَفِيْ بَعْضِهَا تَقْدِيْمٌ وَتَأْخِيْرٌ. وَهٰذَا اللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ، أَوْرَدَهُ فِيْ كِتَابِ الْأَيْمَانِ وَالنُّذُوْرِ، بَابِ النِّيَّةِ فِي الْأَيْمَانِ، 11/580 مَعَ فَتْحِ الْبَارِيْ، حَدِيْثِ 6689. وَلَفْظُ مُسْلِمٍ مِثْلُهُ إِلَّا قَوْلَهُ: «إِلَى دُنْيَا»؛ فَذَكَرَهُ مُسْلِمٌ بِلَفْظِ «لِدُنْيَا». اُنْظُرْ: صَحِيْحَ مُسْلِمٍ، كِتَابَ الْإِمَارَةِ، 13/47-48، حَدِيْثَ 1907. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
فأدعو الله تعالى أن يجعلني وإياكم جميعا من أهل الإخلاص حقا في الدنيا والآخرة. آمين.